مكالمة والدته غيّرت مجرى حياته فكانت الحجة الأخيرة له قبل وفاته

الداعية المعروف عبد الله بانعمة، الذي لم تمنعه الإعاقة عن مواصلة عمله الدعوي، جالت في خاطره قصة أحد المقربين منه غادر الدنيا، يقول الداعية بانعمة، أذكر لكم قصة رجل من أهل المدينة تعرفت عليه قبل سنوات اسمه هاشم الغمراوي .. وكان من أحب الناس، هذا الرجل تغيرت حياته بعد أن أدى مناسك الحج في إحدى السنوات، وكان حينها في مدينة جدة مع أصدقائه في يوم التروية في أحد المتنزهات المشهورة وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، وبينما هو مع أصدقائه إذا بوالدته تتصل به صباحية يوم عرفة وقالت له نحن في الحج هل ستأتي إلينا ؟ قال يا أمي أنا مشغول ولكن بعدما دخل المتنزه شعر بوجل شديد القوة في قلبه ولم يستطع أن يتحمل ما يحدث له، فما كان منه إلا أن قال لزملائه الشباب أنا لا أستطيع البقاء معكم، وكان حينها الوقت الساعة الثالثة صباحا، أي صباحية يوم عرفة، وكان يشعر بضيق ما يعلم به إلا الله.. فسمع في الراديو من يتكلم عن يوم عرفة فبكى بكاء مرا فقال: في نفسه والله ما يردني إلا الحج فذهب إلى الحج وتعرف على صحبة صالحة من الدعاة إلى الله، فكان أول تغير في حياته.. وصادف أن تعرفت عليه بعد ذلك وما كنت أعرفه، وأحببته حبا في الله، وقد زارني بعد أن تعرفت عليه ست مرات رأيته فيها، كل مرة يريد أن يصطحبني إلى المدينة وكان يقول لي باللهجة الحجازية (خليني أشيلك وأوديك للمدينة)، وكنت أقول له: اتركني أذهب على كيفي، وآخر مرة جاء إلي ومعه سبعة عشر شابا قدموا من المدينة أدوا عمرة، وقال لهم لن نعود إلى المدينة حتى نذهب ونسلم على عبد الله.. فجاءوا وسلموا علي وكلهم شباب يحبون الخير، الله يرضى عليهم في الدنيا والآخرة.. ثم بعد ذلك ذهبوا إلى المدينة ثم بعد أسبوعين من وصوله إلى المدينة اتصلت لأخبره بمجيئي إلى المدينة واتفقت معه في يوم جمعة على أني سأجيء إليهم بعدها بيومين وتأخرت عن الحضور في الموعد المتفق عليه لبعض الظروف، وبينما كنت متجها إليهم وعلى بعد 50 كيلو مترا من جدة إذا بولد عمي الذي عرفني به يتصل بي ويخبرني بخبر كان صدمة لي حيث قال لي إن (هاشم مات)!! كنت غير مصدق الخبر، وكنت أعتقد أنها مزحة ثقيلة حتى أنني أقول له اتق الله واصدق معي، فأنا ذاهب إلى المدينة، فقال لي الخبر كما تسمع، فقلت كيف حدثت الوفاة، وأنا أشعر بحزن شديد على فراقه. فقال: لقد مات وهو يقود سيارته فقد تعرض لسكتة قلبية، ويقول ابن العم إن الأخ هاشم قد جاء إليه في الليل يقول له: يا وليد أنا لي يومين ما أطعم طعم الأكل وحاس أن نفسي آكل فاكهة، وفي اليوم التالي حصلت الوفاة في سيارته، وأكملت سيري مع قائد السيارة للمدينة وذهبت ولا أحد هناك.. وصلت الحرم والدنيا مقفلة في وجهي.... أريد أن استدل بأحد من أصدقائه، وبينما أنا داخل الحرم لأداء صلاة المغرب كنت أريد أن أكبر إلا وأسمع صوت شاب يقول لي: بعدما كبرت عبد الله بانعمة لا تتحرك من مكانك خليك أنا سآتي إليك بعد الصلاة.. بعد الصلاة سلمت فجاء إلي شاب لا أعرفه وكان يضحك ويقول أنت عبد الله بانعمة؟ قلت له نعم أنا عبد الله بانعمة. قال أنت ما تعرفني ولا أنا أعرفك، لكن أخي كان جالسا مع هاشم قبل أسبوعين وحدثني عنك فقلت يمكن أنت...... قلت له من أنت قال أنا أخو إبراهيم الجزائري.. قلت له أنت عارف أن هاشم مات أمس.. وشاء الله أن يجيبوه إلى المدينة يوم الثلاثاء وصلينا عليه في الحرم ورحنا المقبرة دفناه.. ولنتدبر في خاتمة هاشم كيف كانت بعد أن كان في طريق الغواية تبدل حاله بفضل الله إلى خير بعد أن أدى فريضة الحج، وكانت وفاته على استقامة طيبة ولله الحمد ومذكور بالخير، فأسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وأن يتقبل الله منه صالح الأعمال ويتغمده بواسع رحمته.

سبحان مقلب الأحوال .
جزاك الله خير على هذه القصه .

الله يعطيك العافيه يا الخيال

الله يجمعنا به في جنات النعيم

آمين يارب

مشكور

مشكور